أكّد عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار "المردة" المحامي شادي سعد أن النقاش بموضوع قانون الانتخاب قطع شوطاً كبيراً نحو التسوية، لافتا الى ان "من كان يعارض النسبيّة في السابق قبل بها اليوم، أعني تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط، أما من يؤخر الإعلان لأنه يفكر كيف يسوق اقرار النسبية كإنجاز في الشارع المسيحي بعد أن شيطنها".
وشدّد سعد في حديث لـ"النشرة" على ان تيار المردة عبر عن موقفه بوضوح منذ البداية، والمتمثل بضرورة إقرار قانون جديد في المهلة القصيرة المتبقية وفق القانون النسبي في الدوائر المتوسطة، واضاف: "هناك من يعرقل كل حل واصبح مكشوفاً للبنانيين".
وأردف قائلا: "لا يمكن ترك البلد على حافة الهاوية ومصيره معلق بيد شخص".
الثنائي المسيحي لن يصمد
وتوجه سعد للمسيحيين قائلا: "تاريخنا كتيار المردة يشهد أننا كنا وسنبقى من أشد الحريصين على الحقوق المسيحيّة فلا يزايدنّ أحد علينا. وقد تحداهم رئيس تيار المردة ان يتبنوا القانون الارثوذكسي اليوم ولم نسمع موقفا منهم. فليوقفوا مزايدات". وأضاف: "أما ما نستغربه مهاجمتهم مشروعا ناضلوا لإقراره؟ هل كانوا في بكركي ضد مصلحة المسيحيين يوم وافقوا عليه"؟.
ورجّح سعد ردا على سؤال، "ألا تصمد تسمية "الثنائي المسيحي" كثيرا، خصوصًا وان احد طرفيها بدأ يخرج للعلن بانتقادات لتفرد البعض واستئثاره". وقال: "معلوماتنا تقول أن القوات أبلغوا المعنيين موافقتهم على النسبيّة في الدوائر المتوسطة. وبالتالي لا يوجد أي أعذار لتأخير إقرار القانون. فالبلد لا يتحمل مغامرات".
واعتبر سعد ان "من يكابر اليوم يلعب برصيد المسيحيين وليس برصيده الشخصي"، وتساءل "هل يتحمل المسيحيون رهانات ومغامرات"؟.
"الستّون مستحيل"
وعن امكانية اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، قال سعد: "خطتهم الأساسية كانت تقضي بالعودة للستين إنما اليوم أصبحت مستحيلة. إن إيصالهم البلد الى قانون الستين سيشكل أكبر فضيحة، ولن يصدق أحد في لبنان أن كل ما قاموا به لم يكن سوى تمثيليّة لجرّ البلد اليه. لذلك أستبعد أن يفعلوا ذلك". وتابع، "القانون المطروح اليوم أي الدوائر الوسطى مع النسبية يؤمن للمسيحيين حوالي 52 الى 55 نائب بأصواتهم، فكيف سيفسرون تراجعهم عن هكذا قانون لمصلحة الستين الذين حسب ارقامهم لا يؤمن اكثر من 30 نائب باصوات المسيحيين"؟.
باسيل واستمرار الخلاف
وردا على سؤال عن امكانية انضمام وزير "المردة" للوزراء الشيعة في حال قرروا الانسحاب من الحكومة، قال سعد: "الحديث عن استقالة وزراء من الحكومة أمر مبكر. الفرصة اليوم سانحة وغالبية الأفرقاء وافقت على قانون كان المسيحيون بأحزابهم وأقطابهم يعتبرونه هدف نضالي". وأضاف: "لا يوجد أي مبرر لجر البلد الى أزمة. أي مغامرة اليوم يمكن أن تضعنا كمسيحيين أمام مستقبل قاتم ونتائج غير محسوبة".
ورأى سعد أنّه "أصبح ثابتاً في ذهن اللبنانيين أن هناك مصلحة لوزير (الخارجيّة جبران) باسيل بإستمرار الخلاف والتباعد بين الرئيس ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه"، وقال: "موقفنا تجاه الرئيس عون ثابت وايجابي. اما حسابات المكاسب السياسيّة المستقبلية التي على أساسها يتصرف الوزير باسيل فهي خاطئة وسنذكّر بعضنا بالقريب العاجل بذلك".
خطة الكهرباء والشبهات
وتطرق سعد لملف الكهرباء، فاعتبر ان "ما يحصل في قطاع الكهرباء غير مبرر"، لافتا الى ان "ما نشهده اليوم تحت مسمى خطة انقاذ صيف 2017 هو خطة طبق الاصل لخطة 2010، التي وعدوا بموجبها الشعب اللبناني بالكهرباء 24/24 في نهاية 2014". ورأى أن "ما حصل اليوم يعتريه شبهات تحدث عنها اقرب الناس للتيار، وعلى القضاء والمجلس النيابي التحرك تلقائيا للتدقيق في كل ما يجري لا سيّما ان هناك من يؤكد على وجود صفقة وعمولة بمبلغ 800 مليون دولار". وختم سعد قائلا: "تحقيق فريق سياسي انجاز في قطاع حيوي يعطيه شرعية شعبية اكثر بألف مرة من إثارة الغرائز الطائفية. تخيّلوا لو تسلّم ملف النفط او ملف الكهرباء وزير وضع نصب عينيه تحقيق انجاز للبنانيين. ألم يكن اربح له ولتياره شعبيا بدل الانزلاق في المشاريع الغريبة".